أسعد الله أوقاتكم بكل خير
حديثي اليوم عن آخر ما قرأت وهما روايتين يشترك بينهما احتوائهما على مراهق كشخصية رئيسية في العمل
في الربع الأول من عام ٢٠٢٠ صادف احتواء قراءاتي ذاك الوقت على شخصيات في عمر الشيخوخة وهذا العام يبدو إن للمراهقين نصيب من قراءاتي
الرواية الأولى بعنوان : الندبة للكاتب الأمريكي بروس لاوري من منشورات المتوسط و قد كُتِبت بالفرنسية و تُرجمت منها
اشتريت الرواية من معرض الكويت الدولي للكتاب الأخير في عام ٢٠١٩ ، ندعو الله أن يقر أعيننا من جديد هذا العام بمعارض الكتب ، أذكر إنني اشتريتها لأن في تلك الفترة شاهدت فيلم بعنوان ” rednoW ” وظننت أنه مشابه للشكل العام لذلك الفيلم ، طفل يعاني من تشوهٍ ما في وجهه و يُعاني من تنمر الزملاء في المدرسة ، ظلت الرواية على الرف و كانت ضمن خطة قراءات ٢٠٢١ ولكن وجودها بشكل كتاب صوتي على تطبيق sletyrots .
الرواية عن ولد مراهق يحاول التكيف في مدرسته الجديدة مع زملائهالذين لم يتقبلوه بسبب ندبته التي على وجهه والندبة ما هي إلا شفةأرنبية وُلِد بها و ادعى والداه بأنها نتاج حادث تعرض له صغيرًا بسبباحساس الأم بالذنب لأنها لم تنجبه مُعافى كبقية الأطفال ، تستمرالأحداث بهذا الشكل التقليدي مدرسة و تنمر و محاولة تكوين صداقات والسعي للقبول المجتمعي مع جانب يتعلق بالطفل وإيمانه بالرب والدعاء الدائم بأن تحدث معجزةٍ ما فتختفي ندبة وجهه.
إلى أن يبدر من هذا الطفل الصالح والمحب فعل مشين فينتقل من براءة الطفولة إلى أول ذنوب عالم الكبار ، يدخله وحيدًا ويعاني وحيدًا، يبتعد عن والديه ويبتعد عن محبيه خجلاً مما ارتكب حتى إنه يتوقف عن دعاء الرب و يُحاصر بسوء فعله و ما يترتب عليه على مدى عام كامل.
وُصِفت الرواية على إنها نفسية تراجيدية و هي حتمًا كذلك فنفسية الطفل بهذه المرحلة وهذا التحول الذي يواجههويتعامل وحيدًا معها ليست بالأمر اليسير على الإطلاق، نهاية واقعية جدًا و مؤلمة.
الرواية الثانية بعنوان : حياة على باب الثلاجة للكاتبة البريطانية : أليس كويبرز والناشر : العربي للنشر و التوزيع و قد كُتِبت بالإنجليزية و تُرجمت منها
رواية كُتِب على غلافها بأنها أقصر رواية حصلت على أكثر عدد من الجوائز الأدبية ، و هي تستحق ذلك فعلاً ، فكرتها بسيطة وجميلة و بإمكانك قراءتها خلال ساعة رغم أن الكتاب يتكون من أكثر من ٠٠٢ صفحة، لأنها عبارة عن نصوص وكتابات كُتِبت على أوراق الملاحظات التي قد تدون عليها قائمة الاحتياجات وتلصقها على باب الثلاجة، لكنها في هذه الرواية عبارة عن وسيلة تواصل بين ابنة مراهقة وأم مشغولة قد تمر الأيام ولا يلتقيا، نستطيع تشبيه طبيعة الرواية كأنك تقرأ رسائل “واتساب” بين أم وابنتها على مدار عام و من محتوى الرسائل تعلم بما يحدث في حياة كل منهما و الشخوص التي بحياتهما و توتر أو استقرار نفسية الشخصيتين، الابنة كلير تعتبر شخصية رئيسية في الرواية وتلاحظ اختلاف أسلوبها و طريقة تعبيرها التي تناسب عمرها وحالتها المزاجية و أعتقد بعض الأخطاء الإملائية في رسائلها قد تكون مقصودة، من الرسائل بإمكانك أن تلاحظ حيرتها بين أن تحيا حياة مشابهة لمن هم في عمرها أو بسبب ما يحدث في حياتها قد يترتب عليه أن تنضج أسرع من أقرانها أو يمكنها الموازنة بين الأمرين ؟ الاستمتاع والنضج؟ التعايش والتعامل ؟
هذه الرواية خفيفة و مؤلمة بعض الشيء لكنها جميلة جدًا.
وهكذا نصل لختام هذه التدوينة التي قد أكون أطلت بها ولكن الروايتين يستحقان فعلًا الإطالة والتوصية.
شكرًا ونراكم على خير
No Comment! Be the first one.