كل شيء بوقته حلو

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أسعد الله أوقاتكم في كل خير

عدنا و العود أحمد , ابدأ ببشارة إن تم حل المشكلة التقنية التي كانت تزعج القراء أثناء قراءة التدوينات من حيث التنسيق و تقطيع الكلمات , كل الشكر للأخت “ندى” على منصة “خمسات

و لله الحمد المعالجة شملت التدوينات السابقة و التدوينات القادمة , و قريبًا بإذن الله أنا بصدد عمل تغييرات في التدوينة لتحسين تجربة القارئ .

انا سعيدة , لأنني عندما أجلس للتدوين احتار في أي موضوع أتحدث و كيفية صياغته , ثم اختار وانطلق , لدي بضعة مواضيع منذ عدة أسابيع بانتظاري لكن الأمر يختلف حسب التوقيت و إلحاح أي موضوع منهم لتدوينه .

في تدوينة سابقة بعنوان : “سبحانه مغير الأحوال ” ختمتها بالحديث عن نيتي بتجربة الطبخ خلال شهر رمضان و كنت متحمسة , الحمدلله كان أدائي رائع و لذيذ , فقرة شبه يومية بعد العودة من العمل , ابحث عن وصفة محفوظة لدي أو مرسلة من صديقاتي , وابدأ بتطبيقها , أما ورق العنب فالحمدلله وبكل ثقة أخبركم اليوم أنه لذيذ وجدًا و قد أعددته مرتين بنفسي من الألف للياء .

ماذا بعد هذه التجربة ؟

⁃ إن ما كان يومًا ثقيلاً على النفس يمكن أن يتحول لمصدر ترويح للنفس كما ذكرنا من قبل ” سبحانه مغير الأحوال”

⁃ إن الانسان لا يعتقد أبدًا إن من المستحيل أو مستبعد تمامًا أي شيء .

⁃ حلاوة شعور مشاركة الآخرين شيء من صنعك , فرحت باللحظات التي ركبت فيها سيارتي و من بيت لآخر كي أوزع “نقصات” من صنع يدي , بالعادة أنا أحب تقديم نقصة أنواع معينة من الحلويات , اطلبها و ادفع اونلاين و المندوب يوزعها للأهل والأصدقاء , ولكن النقصة بمعناها الأصلي في الكويت قبل التغيير الذي حدث مؤخرًا , أن ننقص من طبخ اليوم للأسرة و نرسله في صحن صغير بسيط للجيران و الأهل , وهذا كان له حلاوة مختلفة.

⁃ بأحد الأيام كنت أعد الفطور لي لوحدي , أمي لم تتوقع أن أطبخ لنفسي وحدي , ولكن أعتقد أن الأولى للانسان أن يقوم بالشيء لنفسه قبل أن يقوم به من أجل الآخرين , و إن كنت لوحدي ! و قبل الفطور بنصف ساعة قررت ابنة خالتي الانضمام لي و ردي كان ” حياكِ الله” , لوهلة طرأ علي أن اعتذر مسبقًا على امكانية ألا يحوز الافطار على إعجابها أو أوصيها بأن تأتي و معاها خطة “ب” فطور من بيتها , لكنني عارضت الفكرة في مخي ولم أخبرها بشيء , لأنني واثقة من نفسي و طبخي و لأنني لو ذهبت للآخرين في بيوتهم لن يكون معي خطة “ب” لأتناوله بدلاً من طعامهم!

⁃ أحببت الانفتاح الذي كان لدي لتجربة مختلف أنواع الطعام و الوصفات سواء في رمضان أو بعد رمضان.

⁃ التفكير في خطة قادمة لإعداد وجبات فطور الصباح بعد رمضان و الاستمرار بوجبات الغداء , وهذه الخطة تعود لي بفائدة مادية , حيث إنني منذ سنوات طويلة و أنا شهريًا اشترك في شركات وجبات الدايت , لغاية ضمان وجود طعام يومي , لأنني لم أكن أطبخ ويتعبني البحث والاختيار اليومي بين المطاعم و الوجبات.

⁃ شعور بالتمكين عجيب جدًا جدًا , فأنا مثلاً أعشق ورق العنب لكن من أكثر اللحظات التي تزعجني حين أبحث وأجد أسعار فلكية للورق عنب ! اليوم لم أعد أنزعج لأن بخطوات بسيطة يمكنني إعداده بنفسي , ابنة خالتي مثلاً أرسلت لي طبق “كوسا بالليمون” بسعر فلكي , فكان الرد : لا بأس أنا سأعده لكِ بإذن الله .

⁃ أعتقد أن خوض تجربة الطبخ كان أنسب وقت لها هو بهذا الوقت , لست نادمة على الوقت الذي مضى , ” كل شي بوقته حلو” و ما زال لدي وفاء للفريق الذي لا يطبخ , كل شخص و ظروفه واختياراته .

⁃ لا أقبل أبدًا بمن يحدد إن كان هذا يُسمى طبخًا أو ذاك , سواء سلق خضار أو طبخ ذبيحة , كليهما أعتبره طبخًا , فإن تحدثت بفخر عن نفسي لا تقاطعني وتخبرني أن هذا لا يعتبر طبخًا !

دمتم سالمين ونلقاكم على خير