السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
مبارك عليكم الشهر وتقبل الله طاعتكم
منذ عدة أيام كنت أتحدث مع صديقتي عن اختلاف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين المجتمعات , مثلاً شخصيًا أعتقد أن الشعب الكويتي ومنذ بداية وسائل التواصل الاجتماعي وخاصةً تويتر , تجدهم يستخدمونه لإيصال اعتراضاتهم أو شكاويهم أو للنقاشات السياسية أو انتقادات لهذا و ذاك , وشعوب أخرى تكون استخداماتها مثلاً شخصية و البعض يغلب عليه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل رسمي أكثر و هكذا .
لذلك أعتقد أن هناك صورة نمطية عن الكويت كبلد و عن الشعب الكويتي , تكونت الصورة حسب ما يبثه الأفراد عبر هذه الوسائل , و منوقت لآخر تجد تغريدة شخص خليجي مثلاً يزور الكويت لأول مرة ثم يشيد بالمجتمع و البلد و هو متوقع أن الناس وحوش بالشوارع تقمع وتهين الوافدين ! أو أن الحجاب في الكويت نادر بين بنات الكويت فيستغرب وجود و مقدار المحجبات و المنقبات ! بل إن داود الشريان بتغريدةنشرها مؤخرًا ذكر أنه توقع رؤية شوارع الكويت المحفرة !
تشبيه بسيط : لو أنك تتابعني في وسائل التواصل الاجتماعي و لاحظت أن المحتوى المنشور يقتصر على الكتب والقراءة , هل ستندهش لوعرفت يومًا أن لي علاقات اجتماعية عديدة ؟ و لو إنسانة أخرى تنشر في حساباتها صورها الشخصية و الأسرية هل ستندهش لو علمتأنها تحب القراءة و تقرأ لكنها لا تشارك هذا الجانب من حياتها ؟
الدولة أو الشعب صفاتهم لا تنحصر فقط بما يُنشر بوسائل التواصل الاجتماعي , و استخدامات الناس لهذه الوسائل تختلف من شخص ل آخر و من فئة لأخرى , لاحظت مؤخرًا أن هناك حسابات كويتية تحاول سد هذه الثغرة من خلال نشر تغريدات إيجابية عن المشاريع الكويتية بمختلف أنواعها سواء حكومية أو تجارية , وينشرون مختلف الإحصائيات عن الكويت و المراكز التي تحصل عليها الكويت حسب معايير كلإحصاء وكل دراسة , حتى المشاريع الترفيهية القديمة تجدهم يشيدون بها و ينشرون عنها , بالنسبة للكويتيين في الكويت لا يحتاجون للتعرف عليها ! ولكن هي طريقة لمزاحمة المحتوى السلبي “المتحلطم” و أعتقد ليبينوا للآخرين أن الكويت لديها الكثير ولكن الشعب يطمح بالمزيد دائمًا , كذلك بعض الحسابات من وقت لآخر أتفاجئ بأن يكتبون معلومة عن العلاوة الاجتماعية الشهرية للأولاد بالدولار ! أو قيمة دعم العمالة الذي يأخذه الكويتي العامل في القطاع الخاص ؟ أو قرض الزواج الذي يحصل عليه الرجل حين يتزوج لأول مرة بزوجة كويتية ! هي معلومات عامة مسلم بها لكل الكويتيين أو للكويتي المستحق , لِمَ تُذكر في وسائل التواصل بالدولار ؟ حتى تزاحم هذه المعلومات تغريدات إسقاط القروض وتغريدات الحديث عن غلاء العقارات مثلاً ؟ فالبعض يُعيّر الكويتيين بسبب هذه المطالبات التي ينشرونها و يتحدثون بها فيوسائل التواصل الاجتماعي , إذا الشخص أو الناس اختارت أن تحكم عليك أو على بلدك بمعيار مغلوط فلا حاجة لك للتبرير له ولا تحزن إنذم ولا تفرح إن مدح.
و الأمر ذاته ينطبق على ما يُنشر و يُقال في المسلسلات التلفزيونية , منذ سنوات طويلة هناك صور عديدة مغلوطة في أذهان المشاهدين بناءًعلى الدراما , ومنها موضوع الحجاب كما ذكرت سابقًا و كذلك موضوع الدين ! كل رمضان تنتشر صور تزاحم النساء في المساجد مععبارات مثل ” انظروا لنساء الكويت يتزاحمن في المساجد”
, لا أعتقد أن الدراما تُسمى دراما لو كانت عن ناس سعيدة و محترمة و مؤدبة وحياتها خالية من أي أحداث ! من المؤكد أن الدراما ستحتوي على “أكشن” و كيفية كتابة و تصوير الأكشن هو موضوع النقد , لكن ما يحدث سنويًا من استنفار بموضوع يمثلنا أو لا يمثلنا , أعتقد أنه مفهوم خاطئ لفكرة التمثيل و الأعمال الدرامية , الممثل يمثل الدور و يقدمه لكنه ليس ممثل عن الشعب بأكمله ! كم من مسلسل و فيلم تحدث مثلاً عن مجرم في هذا البلد أو ذاك , هل معنى هذا أن كل الشعب الفلاني مجرم ؟ مضحك إنني اكتب هذه الأمثلة و التوضيحات لأن المفترض أن تكون بديهية , لا يحتاج الأمر إلى كل هذا التشنج و الاحتقان بشأن المجتمع و الشعوب و هذا المسلسل يعبر عن بلد الكاتب أو بلد الممثلة أو بلد المنتج أو بلد القناة أو بلد التصوير ! و كأن الخيارات إما مجتمع ملائكي لا يمت لأي شيء بهذا العمل بصلة أو مجتمع شيطاني بأكمله لأن هذا المسلسل يعبر عن كل الشعب ! هي تمثيل لشخوص فردية متخيلة ! قد تشابه (شخوص) حقيقية في الواقع , و أحيانًا قد يكون الواقع أسوأ , هي أعمال تجارية بحتة و ليست خيرية أو قيمية لكي تكون بمعايير محافظة وتنقل أفضل شخصيات المجتمع , هم يعرفون و يعترفون بلغة المال , مشاهدات أكثر يعني اموال أكثر سواءالمشاهدات كانت للانتقاد أو للإعجاب , تعلموا تجاهل أي عمل لا يناسبكم فتقل قيمته تلقائيًا و يتوقفون عن انتاج هذا النوع من الأعمال , ببساطة :السوق عرض و طلب , و وجود المشاهدات يعني أن هناك طلب .
ألاحظ العديد من الناس يعترضون على المحتوى بحجة أعمار الأطفال المتابعين , شخصيًا نشأت على المسلسلات الكويتية بطفولتي قبلا لرسوم الكرتونية , صحيح كنت أشاهد وأضحك لكن لو أعدت النظر من جديد لما شاهدت من مسلسلات “الطيبين” بمعاييري اليوم بالنسبة لعمر الأطفال , أرى أنه لم يكن من المناسب أن أشاهد ذاك النوع من المحتوى بذاك العمر , أن يكون عمل للكبار لا يعني بالضرورة أنه يحتوي على مشاهد أو الفاظ غير لائقة و لكن حتى المحتوى نفسه لا يناسب الأطفال, ما القيمة أو المتعة أو الاضافة لطفلة بعمر ٩–١١ سنة تشاهد مسلسل يحتوي على مشاكل زوجية مثلاً ؟ أو خلافات بين الزوجة و أم الزوج ؟ أو صراع على الميراث بين الأخوة ؟ و غيرها الكثير , أعتقد أن توقيت بعض المسلسلات في العرض على الشاشة خلال اليوم , يعبر عن ملائمته لأي فئة , مثلاً مسلسلات المنوعات بعد الإفطار لكل العائلة أو مسلسلات تراثية قبل الافطار لكل الأعمار , تخيروا لأنفسكم و أبنائكم ما يناسبكم فهي مسؤوليتكم الشخصية وليست مسؤولية القنوات أو وزارة الاعلام .
No Comment! Be the first one.