السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
في شهر ديسمبر وأثناء زيارتي الأولى لحديقة جنوب الصباحية ، جذب انتباهي محل يعرض صور كبيرة لبؤبؤ العين ، وبما إن إحدى صديقاتي تهوى تصوير العيون ، عرفت مباشرةً الخدمة المقدمة في ذلك المحل ، ألا وهي تصوير العين بشكل جمالي ، شاهدت التصاميم المعروض و شبهت أحدها في ألوان ظل العيون ” باليت الشدو” و أمي وصفت الصورة ذاتها بشرائح الأناناس !
أعجبتني التجربة و اتفقت مع صديقتي للقدوم بعد يومين و تصوير عيني وعينها في صورة واحدة ، حرفيًا قلت : “اتفقنا إذًا على موعد يجمع بؤبؤي و بؤبؤئكِ يوم الأحد ! ” ، اعتذرت لاحقًا عن الموعد عمومًا و لكنني لم ألغي خطتي ، بأقرب فرصة سأذهب خصيصًا لهذه التجربة ، و بالأمس فعلاً ذهبت بمفردي متجهة للحديقة لتصوير البؤبؤ ، و بالصدفة علمت أن إحدى صديقاتي هناك تقضي يومها مع أسرتها ، وصلت و توجهنا مباشرةً للمحل ، كانت تجربة رائعة ، لم أتوقع أن تستغرق وقتًا يزيد عن نصف ساعة ولكنها تجربة مميزة و ممتعة.
فرحت كثيرًا بالنتيجة واندهشت من جمالها ، عيني موجودة في كل صور حياتي منذ وُلدت ولكن لم أعلم كيف هو شكلها فعلاً !
بعد التجربة ومنذ الأمس تطرأ علي فكرة كيف أننا نعيش بفضل الله و نعمته وسط وفرة كبيرة و تنوع هائل حولنا من.خيارات الترفيه و الأنشطة المسلية ، أصبح المرء من كثرتها يصعب عليه تجربتها كلها ، و هذه فكرة مريحة فعندما تتفكر أن هناك الكثير لكن ستختار منها ولا يشترط أن تجربها كلها أو تزورها كلها ، لن تتضايق إن صادفت أي عائق يمنعك من الإلمام و تجربة كل شيء سواء العائق كان الوقت أو المال ، و تفرح بما رغبت به وسعيت لتجربته أو تحقيقه ، أما من يعيش بشعور الخوف من فوات الأشياء والمعروف بمصطلح (FOMO) وهذه الأشياء ليست مجرد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو هاشتاق بل هي أماكن يزورها أو أشياء يستمتع بها ، شعور الخوف من فواتها أعتقد يمنع المرء من عيش التجرية الحالية و يسعى ويخطط للشيء التالي من القائمة ! و كأنها قوائم لا متناهية يحتاج لإنجاز كل ما فيها! فينزعج إن لم يتمكن و لا يستمتع بما تيسر له.
تخير ما ترغب فيه حقًا و اسعى لتحقيقه و استمتع ، تأكد أنه رغبةً أصيلة لديك و ادعو لرفقتك من تحبهم وتستمع معهم ، لا تنشغل بالتصوير و التغطيات فتلك مهمة صناع المحتوى و المصورين و غيرهم من المحترفين، مهتمك – في حال الرغبة- التصوير لتوثيق اللحظة و للذكرى.
نلقاكم على خير و دمتم سالمين.
No Comment! Be the first one.