السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
لدي مهام عديدة علي إتمامها خلال شهر بإذن الله ولكنني مُثقلة ببعض الأفكار والمشاعر واحتاج لتدوينها وتفريغها حتى أتمكن من المضي بمهامي.
بدأ الأمر هذا الأسبوع حين طلبت صديقتي أن تنعزل لمدة أسبوع لغايةٍ في نفسها و تعاود التواصل من جديد مطلع الأسبوع المقبل , صديقتي التي أتحدث معها صوتًا و صورة عدة مرات خلال اليوم ! تختفي لأسبوع على جميع الأصعدة , يصعب علي قبول ذلك ولكن من باب الدعم لها – أعترف أن الدعم كان على مضض – و أنا ممتنة جدًا بأسلوبها في الإبلاغ و المشاركة بفكرة تجربتها و رغبتها.
في يومنا هذا رغم كثرة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الوقت و بجميع الأشكال إلا أن مهارات التواصل الحقيقية يندر وجودها و أحيانًا يكون طرف ماهر فيها و طرف آخر لا يتقبل التواصل المباشر بل المجتمع عمومًا يتقبل المراوغة و اللف و الدوران أكثر من الصراحة و التواصل المباشر.
تفكرت كثيرًا بأسباب صعوبة تقبل هذا البعد , توصلت إلى أن لدي عدة تجارب سابقة و آخرها حديث نوعًا ما , بأنني أتفهم الظروف و أقدم دعمي بشكل منح المساحة الشخصية المناسبة حتى يتجاوز الطرف الآخر الظروف ولكن يتحول الأمر إلى التلاشي من الحياة !
قبل بضعة شهور عرفت قاعدة تقول بأن الطرف الذي يطلب وقتًا خاصًا لكي يهدأ مثلاً في وسط نزاع أو وقتًا لكي يتجاوز ظرفٍ ما أو أيًا كان , يجب أن تُحترم رغبته و لكن مسؤوليته هو بالمبادرة و العودة من جديد , و هذه القاعدة فعلاً أثارت إعجابي لأن لو كنت أنا في غرفة و أغلقت الباب لمن هم بالخارج لأي سببٍ كان , لا أتوقع أن يكونوا بالداخل من جديد حين تنتهي أسبابي؟ ما لم أفتح أنا الباب لهم , قاعدة بسيطة و منطقية , أغلقت على نفسي الباب فلا أعتب إنهم لم يطرقوه بالمقدارالكافي ! بل أقدر لهم حين يُفتح الباب وجودهم خارجه بانتظاري بكل حب ودعم و نعاود التواصل من جديد , لكن ربما السؤال هو: إلى متى يمكنهم أن ينتظروا بالطرف الآخر من الباب ؟
ربما من هو بالداخل يظل طويلاً بالداخل لأنه يفترض أن لم يعد هناك من ينتظره على أية حال؟
و من هم بالخارج تتفاوت مقدرتهم على الدعم و التقدير و احترام مساحاته الشخصية وعدم الازعاج لكن يبدؤوا بترك المكان الواحد تلو الآخر ؟
ولكن حتمًا هناك من سيبقى وينتظر فاتحًا ذراعيه وحضنه و قلبه , متألم من مشهد الباب المغلق بينكما لكنه لم ييأس ولم يرحل.
الخلفية الصوتية للجملة الأخير ” محتاج فرصة” لعبدالمجيد ; )
إذًا أعتقد أن تفسيري لصعوبة تقبل فكرة هذا الأسبوع هو التخوف من تكرار التجربة !
و هذه مخاوف غير منطقية لأن الشخوص تختلف و الأسلوب والأسباب كذلك.
بهذه اللحظة و أنا على وشك البدء بختم التدوينة , وضعت هاتفي بشكل أفقي للشحن فإذا بصورة صديقتي أجدها خلفية الهاتف , ابتسمت و ضحكت عاليًا من توقيت ظهور الصورة . ولهانة عليها ولله :”)
نلقاكم على خير ودمتم سالمين
No Comment! Be the first one.