السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تدوينة علي أن اكتبها قبل أن ينتهي الشتاء الذي لم يأتي بشكله المعتاد هذا العام ،
لا أصدق أننا في شهر فبراير و مازلت انتظر دخول الشتاء ،
ما دخل الشتاء بتدوينة اليوم ؟
منذ أن بدأت تقل درجات الحرارة و قبل حتى اشتداد البرد المتوقع والمترقب بدأت المقاهي و المشاريع المنزلية و الناس بالتجمعات العائلية بفعاليات الشوكولاتة الساخنة ،
هناك من أعدها بالشكل التقليدي مزينة بحلوى المارشميلو
و هناك من ابتدع ونشر فكرة الشوكلاتة مع القهوة التركية ،
تجدها تارة مع حليب و تارة أخرى
ثقيلة تتكون من شوكولاتة وماء ،
وانتشرت الصور و الوصفات في كل مكان
كجزء تعبيري عن الشتاء ومشروبات الشتاء ،
شخصيًا أحب شرب الشوكولاتة الساخنة ولكن علاقتي به عادية جدًا ولا أشعر بأن لدي أي نوع من التعلق والذكريات به عمومًا
و لا تتعلق ذكراه لدي بالشتاء تحديدًا ،
مما جعلني أتساءل ؟ هل هو فعلاً جزء من ذكرياتنا في نشأتنا ؟
أم فكرته كجزء مستورد من عادات شتوية لدول أخرى؟
كنكهات القرع في أطباق الخريف في المطاعم؟
و حشوة التوت في ساندويتشات المقاهي بديسمبر؟
شخصيًا أعتقد أن مشروبات الشتاء بالنسبة لي هو شاي الفحم ،
البعض قد يذكر السحلب لكنه كذلك لا يعتبر شراب أصيل ،
غالبًا ذكرياتي عن الطعام والشراب في الشتاء تكون تلك التي نتناولها في مخيم البر فالقائمة تحتوي
على شوربة العدس و طبق المعدس و
البطاطا الحلوة المشوية و شاي اللومي و ساندويشات البطاطا المهروسة مع صلصة الطماطم وشطة الفلفل ،
والتمرية المسخنة على “الدوّة” .
الأمر ذاته طرأ علي حين رأيت مقاطع فيديو و صور
من حفل زفاف فاخر جدًا لعروس خليجية ،
كان الزفاف مزين بديكور جليدي و ممر عملاق عن يمينها ويسارها عبارة عن شاشات تحتوي على صور جليد و فراشات تتحرك ،
دخلت القاعة و وصلت لأبيها الذي كان يرتدي بدلة سوداء رسمية و سلمها لعريسها ،
جميل الزفاف لكن لأنها خليجية شعرت
بأن لا صلة لنا بالجليد ولم أتقبل البدلة بديلاً عن “البشت والدشداشة” .
لا نشترط الأصالة واتباع التراث الشعبي بكل شيء ولكن مثلاً مع الشوكولاتة الساخنة
أحب أن نعترف ونتصرف على أساس أنها موجودة في واقعنا اليوم و نحبها ونستلذ بها
من دون إدعاء أن وجودها لدى الأغلبية بهذا الشكل منذ زمن بعيد ،
وأضيف عليها بالأخص كذلك فكرة شواء حلوى المارشميلو على النار و الحطب !
تساؤل أخير : هل تسويقيًا ربط المنتجات بالحنين للماضي أفضل
من تسويقها على إنها ابتكار جديد أو سلعة وفكرة مستوردة حديثًا؟
نلقاكم على خير ودمتم سالمين.
Other Articles
الباب
٧٥٠ يومًا من المسرات والعثرات
No Comment! Be the first one.