٧٥٠ يومًا من المسرات و العثرات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هواياتي بالحياة حين أتابع مسلسل تلفزيوني أو فيلم باللغة الانجليزية أن ألاحظ اختيارات المترجم في ترجمته للعمل ، لدي سلسلة تغريدات في تويتر اكتب فيها ما يقابلني من كلمات ، آخرها كانت العبارة الشهيرة ( Ups and downs )ترجمها المترجم إلى مسرات وعثرات ، اندهشت من جمال العبارة والترجمة وشعرت بمسؤولية نشر هذه العبارة و التفكر فيها و مشاركتي بالتفكر في جمال اللغة العربية.
في هاتفي تطبيق استخدمه يوميًا يُدعى ( Daylio ) وهو تطبيق لتسجيل مشاعرك بشكل يومي و أي شيء ترغب بتتبعه من سلوكيات أوعادات ترغب باكتسابها ويمكنك اضافة ٣ صور لكل يوم كذكرى لليوم و لتتبع الأهداف أيضًا.
استخدمته بشكل يومي في عام ٢٠٢٢ و عام ٢٠٢٣ و إلى اليوم ، اليوم تحديدًا هو اليوم رقم ٧٥٥ يومًا من استخدامه ، يمكنه أن يستعرض لك حسب البيانات التي لديه و بشكل جداول ومخططات سهمية عن حالتك المزاجية سواء السعيدة أو الصعبة و حتى الأيام العادية ، أفضل أيام الأسبوع و أفضل وقت بالشهر و ما يصاحب أيامك السعيدة بالعادة مثلاً ؟
٢٠٢٣
٢٠٢٢
حين شاهدت الإحصائيات بعيني ، و حسبت نسبة الأيام الصعبة للأيام السعيدة حمدت الله عليها ، أحيانًا نعيش أيامنا ونقول أن الحياة صعبة لكن الواقع أحيانًا يقول أن غالبًا قد تكون الأيام عادية إلى جيدة و الصعب منها موجود لكن أقل ، أجاد وصفها المترجم حين وصفها بالعثرات تتعثر لكنك تقف و تستمر بالمسير ، حين تمر بالعثرات أو الأيام الصعبة تجد نفسك مقدرًا للأيام العادية، لو نتخيل أحيانًا أن الحياة رسمًا بيانيًا يصعد و يهبط ، لا توجد حياة تصعد باستمرار بلا هبوط ، و لا يوجد حياة تهبط باستمرار بلا صعود ، كما أن الحياة لا تذبذب صعودًا عاليًا أو هبوطًا مدويًا ، إنما تستقر فترة بخط مستقيم و هذا الاستقرار لهو نعمة كبيرة.
أحيانًا تجد من تكون أيامه مستقرة عادية ولكنه يفكر بشكل دائم بكيفية تطويرها وهذا القلق والتفكير قد يؤدي لنتيجة عكسية يندم عليها أو تحدث له ظروف يفتقد فيها تلك الأيام التي لم يكن مقدرًا لها و لم يعش اللحظة حينها.
ربما السبب بطريقة تفكير الأبيض و الأسود ، متناسين أن هناك عشرات الدرجات بينهما ، وهكذا هي أيامنا و حياتنا .
*تطبيق (لبيه) يحفز مستخدميه لتدوين مشاعرهم بشكل يومي، يمكنكم استخدامه و الخيارات عديدة لهذا النوع من تطبيقات التدوينوالصحة النفسية.
نلقاكم على خير ودمتم سالمين.
No Comment! Be the first one.