أسعد الله أوقاتكم بكل خير
بالعادة هناك من لا يحب رؤية صور فوتوغرافية من فترات سابقة في حياته ، لأنه قد يضحك على شكله أو يستغرب من اتباعه لصيحةٍ ما في عالم الأزياء أو الشعر و ما شابه ، أعتقد أن هذا يماثل شعوري بالنسبة لقراءة ما كتبته من قبل ، غالبًا لا ارجع و لا اقرأ أي شيء سبق لي كتابته سواء كان يوميات خاصة أو تغريدات في تويتر أو حتى تدوينات في المدونة ، و إذا حصل و قرأت غالبًا أشعر بمشاعر مختلطة ومختلفة أو أستعيد الشعور ذاته وقت كتابتي لتلك الكلمات خاصةً المؤلمة منها في يومياتي أحيانًا، ولكنني لاحظت أمرًا آخر حين اقرأ كلماتي التي يذكرني بها الفيسبوك على شكل ذكريات منذ ١١ سنة و ١٠ سنوات، فأجدني تارةً مرتعبة من فكرة دخولي لعمر العشرين و تارةً أحكي موقف عن حدث في امتحان مادةٍ ما وغيرها الكثير، والملاحظة ذاتها تنطبق على قراءتي لتدويناتي القديمة في المدونة، لاحظت أنني حين اقرأ كلمات طيبه – نعم طيبه و ليست كلماتي – التي بعمر ١٩ أو ٢٣ أو ٢٠ أشعر أولاً وكأن طيبه تلك تختلف عني أنا اليوم و كأنني أعدها شخصًا آخر ، أقسى عليها أحيانًا عما كانت تفعله في حياتها ذاك الوقت وأحيانًا أشتاق لها وأشفق عليها ، أشعر كما ينظر الناس لصورهم القديمة ويتعجبوا ، أتعجب مثلهم مما كتبت أتعجب من الموضوع أحيانًا و من صياغة الكلمات و الأسلوب ، منذ يومين تعجبت و ضحكت كثيرًا لأنني قرأت مراجعة كتاب نشرتها في تدوينتي عام ٢٠١٤ و قد كتبتها باللهجة الكويتية والمطابقة ١٠٠٪ لكلامي وأسلوبي في الحديث ، ضحكت لأنني فعلاً لا أتذكر بأني كنت أدون – بالكويتي – و ليس باللغة العربية ، ضحكت لأن جوهر أسلوبي الحالي في أحاديثي اليومية هو نفسه كل هذه السنوات! وضحكت لأن مشاهدات تلك التدوينة خلال ٧ سنوات فقط ١٤ مشاهدة بل حمدت الله على ذلك، صحيح أنني ضحكت ولكن قد أشعر بالحرج لو قرأها أحد الآن ولكنها لأنها تعبر عني أنا في ذاك الوقت لم احذفها من المدونة.
كنت أفكر ما سبب ضحكي وتعجبي مما كتبت حين كان عمري ٢٣ وقد شعرت وكأنني أشاهد تلك النسخة الطيبة اللطيفة مني والتي شعرت وكأنها صغيرة وطفلة و بالوقت ذاته أحيانًا حين أفكر بنفسي في عمر ١٨-٢١ أشعر بالحنق بعض الشيء و قد لا أسامح نفسي على مواقف محرجة و مضحكة فلا التمس لنفسي عذر صغر سني و اندفاعي و عفويتي!
كان غريبًا علي أن اقرأ مشاعري اتجاه أشخاص اعتقدت في ذلك الوقت أنهم أصبحوا جزءًا من حياتي طوال العمر، ولكن افترقنا بسبب ظروف عدة في الحياة، استغربت من نفسي ولكن لم أندم أبدًا.
إعادة النظر فيما كان و ما هو الآن لأمر مثير للاهتمام ويستحق التأمل، كتابتي اليوم أعتقد بأنها تذكرة لنفسي لأرفق بها وأقبل بها كما هي و على ما كانت عليه بلا أحكام ولا انتقاد و أن تكون القراءة كمطالعة الصور القديمة و الابتسامة والضحك و استذكار المشاعر الطيبة والرفقة الرائعة لا أكثر.
No Comment! Be the first one.