السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير أو مساء الخير حسب وقت قراءتك لهذه التدوينة
تلقيت يوماً من دار شفق إهداء كتاب : وهم الإنجاز
للكاتب : أحمد حسن مشرف
و هو طبعة خاصة بدار شفق
الجميل إنني وجدته صوتياً على تطبيق كتاب صوتي حيث كنت اسمعه ثم اتابع القراءة أو العكس حسب الحال والمكان
الكتاب ينقسم إلى أربعة أجزاء
المكانة
الأجر
الأثر
التنفيذ
ذكر الكاتب في مقدمة كتابه هذا التوصيف للكتاب :
” هذا الكتاب عبارة عن بحث، إضافة إلى آراء شخصية نبعت من
تساؤلات في نفسي، والتي ابتدأت وتشكلت وتطورت وكُتبت، كانت
كلها تدور حول النقاط التالية :
1. لماذا ندمن تصوير أنفسنا على قنوات التواصل الاجتماعي،
وكيف يؤثر هذا الأمر على حياتنا؟
2. لماذا نهتم برأي الآخرين تجاهنا أكثر من رأينا؟
3. لماذا نسعى بكل الطرق للحصول على المكانة الاجتماعية
المرموقة، ونسعى لشراء الأشياء الأعلى من قدراتنا المادية؟
4. لماذا نرسل الكثير من الرسائل الوعظية في مختلف قنوات
التواصل الاجتماعي؟
5. ما هو الفرق بين العمل الحقيقي وما نعتقد أنه عمل حقيقي؟
6. ماذا يعني أن تترك أثرا؟ ولماذا يجب أن نهتم بترك الأثر؟
تمثل الجزئين الأولى في الكتاب تفاصيل قضيتي، وتمثل الجزئين
الأخيرة الحلول المعالجة لها . ”
كلامي اليوم ليس نبذة عن الكتب بقدر ما هو عن أفكار منه لامستها في حياتي أو عبارات حين قرأتها تذكرت محتوى الكتاب
مثلاً :
~ ما الذي يستحق اسم انجاز ؟
فيما سبق حين أحدث صديقتي أقول لها أنجزت كذا وكذا و كذا
و الحقيقة إنها ليس إنجازات إنما مهام تم إتمامها فأصبحت أميز بين ما يعتبر إنجاز وهي الأفعال التي يكون هناك نتاج حقيقي بعده عن ما يعتبر من المهام العادية أو اليومية .
~ في حسابات تنشر كل ما يستجد في البلاد من مشاريع أو خطط لمشاريع يُخطط لتنفيذها في الكويت ، أصبحت حين أصادفها اقول : هذا وهم الإنجاز .. لأنها ما زالت خطط أو تصورات لن أحتفي معهم كما يحدث في خانة التعليقات إلا حين يُنفذ و يُفتتح ! فالفرق كبير عن كون المشروع مجرد منشور على تويتر وانستجرام أو أن يكون حقيقي وقائم على أرض الواقع
~ يذكر الكاتب في كتابه عن أمثلة الأشخاص الذين ينشرون ذهابهم للملتقيات والمحاضرات أو قراءة الكتب ثم الاكتفاء بصورة تثبت وجودهم من غير مشاركة المتابعين بأي نوع من الأفكار التي تلقاها أو استفاد منها من حضوره أو قراءته ، أعتقد أن بوسط المهتمين بالثقافة ينتشر هذا الأمر كثيراً ، حين تنشر صورة مع كاتب و تقول فلان الكاتب الرائع أخبرني على الأقل بعنوان لإصدار قرأته و لامست روعته ! أو حين تُسمي نفسك ناقدًا متخصصًا في نقد الأدب لماذا حسابك عبارة عن ألبوم صور لعلاقاتك ومعارفك من الكُتاب والصحفيين و الملتقيات الأدبية بلا أي نقد حقيقي ؟
وهم أن الحضور هو الانجاز ! كما نجد أحيانًا بالكثير من المشاهير ممن لهم حضور كبير طوال العام في الحسابات الاخبارية والفنية ولكن الحضور عبارة عن “سنابات” لهم من هنا وهناك أو بضعة مشاكل أو رداً قاسياً على تعليق و غيره و إن أردت ذكر أعمالهم في مجالهم تجد القليل وأحياناً قليل و بجودة متدنية !
و للأسف هذا السلوك أثر كثيراً في الاعلام ونرى بشكل واضح انتشار ثقافة المقابلات التلفزيونية لهؤلاء الناس والتي تتمحور حول ما نشروه من صور و مقاطع فيديو أو مشاكل شخصية أو الرد على بعض الاشاعات وما شابه ثم تداول هذه المقابلات في وسائل التواصل الاجتماعي و هكذا ! دوائر فارغة خاوية .
والحديث عن المجال الأصلي لهذا الشخص وأعماله أو خططه شبه معدومة !
وهذه تغريدة من د.مشعل العقيل استوقفتني وذكرتني بمحتوى الكتاب ويبدو أن مفهوم الإنجاز يختلط مثلما ذكرنا على المستوى الاعلامي أيضًا وليس فقط على المستوى الشخصي
و هنا دعاء من د.بندر الغميز أعتقد أن ا.أحمد مشرف قد يختم به كتابه 😆
~ الكاتب وفي حديثه بالكتاب نجد أنه يوجه الحديث للقارئ من ناحية المفهوم نفسه للقارئ بحيث يدرك و يعي الفرق بين الإنجاز و وهم الإنجاز سواء لنفسه أو ربما أحياناً بما يذكره الآخرين ويعتبرونه إنجازاً .. حسناً ماذا عن من يزيف الإنجاز ؟ أو يوهم الآخرين عمداً بوهم الإنجاز ؟ أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي تفيض بهم
من يشتري المتابعين يهمه إيهام الآخرين بالشهرة والانتشار
من يشتري الشهادات و الجوائز المزيفة و يضع الألقاب في تعريفه الشخصي أو قبل اسمه يهمه إيهام الآخرين بالمكانة أو بالعلم
وهنا أود أن أذكر مثالاً ، منذ بضعة أيام كنت اقرأ كتاباً قبل النوم و أنا شخصياً من الناس الذين لا يقرؤون قبل النوم و لكن ذلك اليوم شربت قهوة الساعة ١٠:٣٠ مساءً و قرأت كتاباً حتى الثانية فجراً
فلا أعتقد فعلاً إن هذا يسمى قراءة ما قبل النوم !
الشاهد .. إن الكتاب الذي قرأته هذا هو عنوانه :
فكرت بأنني لو انشر صورة الكتاب و أقول بأن هذا كتاب ما قبل النوم أو أقول إنني قرأته في جلسة واحدة ربما و بسبب عنوانه وغلافه فقط سأحصل على ردود فعل أو سأترك انطباعاً ربما على الأهل والأصدقاء أو المتابعين بأنني ذات ثقافة عالية ! وإنني اقرأ و كما هو مكتوب على الغلاف ( اطروحات فكرية ) في وقت ما قبل النوم الذي من المفترض أنه للقراءة الخفيفة .. فإذا هذه قراءة طيبه الخفيفة كيف هي القراءات الدسمة في أوقات أخرى ؟؟ بالإضافة لمن سيتعجب خصوصاً ممن لا يقرأ إلا نادراً سيتعجب من فكرة كتاب كامل في جلسة واحدة .
ضحكت كثيراً على هذه الأفكار لأن الواقع و لمن قرأ الكتاب أو اطلع عليه يجد الكتاب عادي أو بسيط بعض الشيء و هو مكون من ١٣٥ صفحة لكن الخط كبير بعض الشيء و يحتوي على الكثير من أسامي الأفلام وما شابه ويتعرض لأفكارها سريعاً وليس تفصيلاً وتحليلاً .. ولكن هذا الموقف أو الفكرة جعلتني أفكر كثيراً بمفهوم زيف العلم أو إيهام الآخرين بالعلم و العلو و الثقافة و فكرة انطباعات الناس عن الآخرين فقط من عناوين الكتب التي ينشرونها من دون معرفة حقيقة الكتاب أو مناقشة أفكار المحتوى .
وأعلم أن هناك الكثير من الانتقادات والآراء بشأن مشاركة الناس بعدد الكتب التي قرأها الشخص خلال العام أو بعدد الكتب وعناوينها التي ابتاعها للتو من معرض الكتاب و لكنني أحب هذا النوع من مشاركة فرحتي باقتناء هذه الكتب و انضمامها لرفوف مكتبتي و أحب متابعة ما قرأت خلال العام ولكن بعد “وهم الإنجاز” سأحرص أكثر على مشاركة الأفكار أكثر من العنوان بإذن الله
شكراً دار شفق على الإهداء و شكراً على تعريفي بالاستاذ أحمد مشرف لا أعلم السبب تحديداً ولكن بحديثه عن نفسه و روتين كتابته و ما شابه ذكرني بالكاتب جيف غوينز أحد الكتاب الذين تعرفت عليهم أيضًا من خلال دار شفق
و خير ما أختم به تدوينة اليوم : اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وعملاً متقبلاً و رزقاً طيباً
No Comment! Be the first one.