السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو مصير كتابك بعد انتهائك من قراءته ؟
فيما سبق كنتُ ممن لا يستغني عن كتابه .. وغالباً لا أعيره لأحد
وإن أردت توصية أحدٍ ما بكتاب قرأته أو أعجبني أُهديه نسخة جديدة
و مع الشراء المستمر للكتب و الإهداءات .. أصبحت الكتب تملأ ثلاث مكتبات + رُبع خزانة الملابس
حسناً اعترف بأن الأمر خرج عن السيطرة بعض الشيء
إلى أن وصلت لنقطة فارقة بحياتي وجمعت بين أمرين
قراءة كتاب سحر الترتيب + انتقالنا لمكان آخر لغرفة أصغر
مما تحتم علي التصرف بمكتبتي على وجه السرعة ! واتخاذ قرارات جادة بهذا الشأن
أولاً تم تقسيم الكتب حسب نوعها
كتب و مراجع شرعية ” لدي الكثير منها بحكم دراستي + عملي السابق في وزارة الأوقاف حيث كان يُهدى لكل موظفة في إدارتنا مجموعة كتب بين الحين و الآخر و بعضها يكون مكون من ٣ و ٤ أجزاء”
لكم أن تتخيلوا كميتها !؟
كتب قرأتها في جميع المجالات ولن أعاود قراءتها من جديد
كتب لم تُقرأ
من كتاب سحر الترتيب كانت توصي الكاتبة ماري كوندو
بأن نبتعد عن العاطفة قدر الامكان و الجزم السريع بهذا الشأن
كان الوضع صعباً علي حيث الكمية هائلة والصناديق تنتظرني
بالنهاية تحولت الى صناديق و كان مصيرها
كتب شرعية قدمتها لأخي حيث قام بشحنها لعدة دول حول العالم ليستفيدوا منها في المراكز الاسلامية و أعز ما كان بينهم هو
موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم
منذ اشتريتها قرأت منها مرتين أو ثلاث ثم مباشرةً أصبحت استعين بها على الانترنت .. انصح جداً بالاطلاع عليها و استخدامها كمرجع .. حيث إن أقل ما يُقال عنها ( متعوب عليها ) تُقسم إلى أخلاق حسنة و مذمومة و كل خُلق تعريفه باللغة و شرعاً و حصر للآيات و الأحاديث التي ذُكِر بها هذا الخُلق متبوعاً بأقوال السلف
كتب يغلب عليها تنمية الذات والروايات وكل ما سبق قراءته ولكن لا يحتوي على أي اشارات مرجعية يمكنني الاطلاع عليها من جديد و الاقتباس والتدوين عنها و هذه الصناديق أخذت جولة عند صديقتي و صديقات بناتها
كتب و اوراق و مذكرات و مجلات لا تصلح لأحد ولا لشيء كان مصيرها إعادة التدوير
ما تبقى لي ؟ بعد هذه العملية تبقى لدي ثُلث الكتب تقريباً
كتب لم تُقرأ بعد
كتب تحتوي علامات مرجعية أو لو “يوماً ما أتغلب على كسلي” و أدون منها أو عنها
شعور رااااائع و أستطيع تسميته بالـ الخفة
لطالما قلت بأني كتبي مثل أطفالي لا أقوى على مفارقتها و لكنني كنت سعيدة حين رتبت في غرفتي الجديدة مكتبتي و كان التصنيف كالآتي
كتب لم تُقرأ مصنفة حسب المواضيع مع تجميع الكتب التي من نفس دار النشر أو المؤلف بنفس المكان
و كتب التي تنتظرني كما ذكرت سابقاً
و حرصت بأن أُدخِل أغلب الكتب إلى رف “مكتبتي ” على حسابي في. Goodreads
تحسباً لأي تكرار ولكي يكون العدد واضحاً أمامي ! حينها تقريباً كانت الكتب التي في مكتبتي و وجدتها على GoodReads
تقريباً
٢٨٠ كتاب و ٣٠-٤٠ كتاب ليسوا في
Goodreads
هل تتوقعون توقفت عن الشراء مثلاً ! بالطبع لا .. من يستطيع أن يقاوم الشراء من مكتبة تكوين أو صوفيا أو معارض الكتب ؟
لكن بدأت نوعاً ما أتصرف سريعاً فالكتب التي أنهيتها بعد
الجرد العظيم لو أمكن تسميته بذلك و لم تعد لي بها حاجة
و خاصةً تلك التي أحببتها أهديتها صديقاتي
وبعض الكتب كنت أهديها بنفس يوم انتهائي منها فقط حتى
لا يتكرر الحال من جديد ولأنني شعرت بإحساس جميل لحظة العطاء و لحظة النقاش بعد القراءة و لكن بالطبع ! أصبح عدد الكتب أكثر و غرقن صديقاتي بالإهداءات .. بعدها تواصلت مع أحد تطبيقات بيع الكتب الجديدة حيث لاحظت وجود قسم “الكتب المستعملة” و كان فارغاً فأحببت أن أهديهم كتب مختارة منهم كتبرع ” عليهم بالعافية ” فكرة وضع الكتب الغير مقروءة في أرفف
أحببتها حيث حين تنهي أي كتاب يصبح مكانه فارغاً فتضيف من الكتب الجديدة التي لم تستطع حملها المكتبة
بل أحياناً أتخير قراءة كتب صفحاتها كثيرة لأن مكان الكتاب سيسمح بكتابين أو ٣ بدلاً منه .. حسناً ربما أصبحت مهووسة بعض الشيء ولكن من يلومني !؟
أنهي حديثي اليوم باقتباس نشره الأخ
نقلاً عن تركي الغامدي
جبرا ابراهيم جبرا
”هل قرأت هذه الكتب كلها؟!”
كثيراً ما يُبادرني زائر في داري مُحاطاً بالكتب، فيسألني بشيء من الدهشة: “هل قرأت هذه الكتب كلها؟!”وقد تعلمت مع الزمن أن أُجيب:”لقد اطلعتُ عليها كلها”. فالكتاب ضرب من العشق،والعشق الواحد هنا يُنافس العشق الآخر، مطالباً بوقتك وعنايتك.
جبرا إبراهيم جبرا
و صورة أخيرة لمكتبتي أو ما تبقى منها .. طبعاً هناك المزيد تحت السرير و في خزانة الملابس لكن نأمل بفسح المجال لهم بإذن الله
No Comment! Be the first one.