السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اليوم استمعت إلى مقطع يوتيوب من قناة
بعنوان : ماذا نقرأ و مالهدف من القراءة ؟
اختتم الحلقة بسؤال هل هناك كتاب يجب أن يقرأه الجميع بنظرك ؟
فكانت اجابتي السريعة والبديهية … طبعاً
كتاب : كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبداً
من تأليف جوزيف و كارولين ميسينجر
و من إصدارات دار الفراشة
هذه الدار التي تتميز بالكتب ذات الحجم الصغير ولكن للمرة الثانية أصادف كتاباً منهم ذو قيمة عظيمة جداً
كتب دار الفراشة ولسنوات عديدة اعتبرها كتب : مكتبة الجمعية !؟
أذكر مختلف الإصدارات كانت تتواجد في مكتبة الجمعية التعاونية مع القرطاسية
هذا الكتاب اشتريته من مجموعة أمهات صغيرات وللأسف علمت بأن دار الفراشة قد أُغلقت و لم يعودوا يزودوا المجموعة بالمزيد من النسخ و الإصدارات 🙁
الكتاب راااائع جداً حيث كاتبه جوزيف ميسنيجر هم عالم نفس فرنسي متخصص في رموز الحركات والتواصل اللفظي والغير لفظي و كارولين ميسينجر هي زوجته وكاتبة تهتم بشكل خاص لرموز الكلام في العلاقة بين الأهل و الأولاد
هذا ما ذكره المؤلفات خلف الكتاب و الحقيقة إن فهرس الكتاب و أنا اتصفحه كنت اقرأ العبارة و اسمعهت تلقائياً باللهجة الكويتية في ذهني ! وحينها تساءلت هل الآباء حول العالم يتشابهون لهذه الدرجة !؟
لم أود أرفق بالفهرس كاملاً ولكنني لم استطع أن اختار ماذا أعطي كمثال فجميع ما ذُكِر مهم جداً لأخذ تصور عن الكتاب .. أعتقدت بالبدء وربما بسبب الغلاف إن المقصود بالكلمات للأبناء فقط بمرحلة الطفولة المبكرة أو لمرحلة المراهقة مثلاً لكن العديد من العبارات كانت تتعلق حتى بمرحلة ما بعد الجامعة وأثر هذه العبارة وتلك على الابن خاصةً لأنها تصدر من والديه و كل كلمة أو عبارة لماذا يجب تجنبها؟ ماهو الانطباع الذي تعطيه للابن هذه العبارة؟ وما البديل ؟
كيف نقولها و كيف يسمعها الطفل ؟ أحياناً هناك كلمات بين الزوجين لكن أثرها أن يكتسب الطفل عادة سيئة مثل التسويف أو النية بدون عمل وذلك بمراقبته لوالديه و إن كان عمره لا يتجاوز الثالثة
العديد من العبارات كانت تنبيه للأم في حوارها عن الأب في حالة الطلاق حيث صورة الطفل عن أبيه يكتسبها من كلام أمه و أحياناً أجداده .. فالأجداد بالنسبة لهم إن الزوج أذى ابنتهم ولكنهم بكلامهم يؤذون الأحفاد من حيث لا يشعرون فلا تكن هناك سلطة للأب على ابنائه أو يكون هناك شعور بالذنب لهجران أبيهم لأمهم
حين يتحدث الوالد عن ابنه بصيغة ااغائب بحضوره و حديث سلبي .. ذاك مما يكسر قلب الابن و يهدد ثقته بوالديه .. فهو يتوقع منهم احترامه ، احترام وجوده بل والدفاع عنه ” وإن كان أمامه فقط على الأقل ” و هذا مما لم انتبه عليه من قبل وكيف إن الكثير من الأمهات يرتكبونه ظناً منهم بأن الابن لا يفهم !؟
الكتاب في عدة مواضع تحدث عن أهمية ألا يتم الربط بين الحب والتصرفات .. سواء بالثناء أو العقاب
قد تشعر بالأسى لمعرفة الكم الهائل من الكلمات القاتلة التي تتواجد في حديثك ولكن حين تلاحظ بأنه الحقيقة هي أننا نحن نتاج كلمات الآخرين و إلى اليوم نتأثر و نسعد أو نحزن من كلمة
كم تحفزنا و نحن صغار للمدرسة بسبب كلمات طيبة من معلمة رائعة و كم كرهنا بعض اللقاءات العائلية أيضاً بسبب كلمات نسمعها فما بالك بكلمات ننشأ عليها ؟
هناك مقدار كبير من الموروثات ولتصحيحها لابد أن نبدأ نحن بأنفسنا و أن نعي ما نقول لحياة مليئة بالصحة النفسية الجيدة
الكتاب يستحق أن يكون ضمن قائمة : أفضل ما قرأت بل من الكتب التي قررت أن احتفظ فيها ولا أتبرع فيها أو أهديها
” كإحدى عاداتي الجديدة التي سأتحدث عنها بالتدوينة القادمة بإذن الله ”
تمنياتي لكم بقراءة ممتعة
No Comment! Be the first one.