سابدأ من اليوم ان شاء الله بوضع نبذة و اقتباسات من الكتب التي قرأتها
نبدأ بكتاب الطرق الجامعة للقراءة النافعة لكاتبه د.محمد موسى الشريف , تعجبني كتب د.محمد موسى الشريف التي تكون عبارة عن بحث مصغر عن موضوعٍ ما فهي كتب خفيفة و جداً مفيدة , يعجبني انه يذكر و يقتبس من الامور الغير مألوفة و ذلك ينم عن بحث جاد في تأليفه للكتب و كثيراً ما احرص على قراءة الهوامش لما فيها من فوائد يضيفها الدكتور و كذلك للاستفادة من الكتب و المصادر التي ينقل منها , و دائماً بين فترة و أخرى احب ان اقرأ عن القراءة حتى أزداد حباً لها و رغبةً بالمزيد من القراءة و العلم فأنصح من قد يكون متكاسلاً بعض الشيء عن القراءة “هذه فترات تأتي بين وقت و آخر للقارئ” أن يقرأه حتى تعود إليه همته , خاصةً عندما يذكر أمثلة عن من كانت القراءة سبب اساسي لنجاحه بحياته فمثلاً يقول : “اشترى ” لورد كلفن ” كتاباً عن الحرارة تأليف عالم طبيعي اسمه ” فوريبه ” وانغمس في قراءته واستيعابه ، فكان لهذا الكتاب أكبر الأثر في حياة الرجل بما أوحى إليه من الاختراعات .”
مما اقتبست من الكتاب و اعجبني :
“طرق كثير من المفكرين والفلاسفة موضوع التثقيف الذاتي فقال ” لوك ” ” للتهذيب الذاتي ثلاثة طرق تبتدئ الواحدة من حيث الأخرى :
الأولى : قراءة الكتب وإدراك معانيها .
الثانية : التفكير والتأمل في تلك الأفكار والمعاني .
الثالثة : التحدث مع الناس بها واختبار سقيمها من صحيحها ، وسليمها من فاسدها . “
“ويعرض ” أرنولد بنيت ” اقتراحين عامين لتثقيف النفس بالقراءة وهما :
1 – عين اتجاه جهودك ومداها ، واختر فترة معينة أو موضوعاً معيناً أو مؤلفاً واحداً وقل لنفسك مثلاً : أريد أن أعرف شيئاً عن الثورة الفرنسية أو عن اختراع السكك الحديدية أو .. وتفرع في زمن معين لما وقع عليه اختيارك فإن متعة عظيمة تستفاد من التخصص .
2 – فكر واقرأ في آن واحد ، فإني أعرف أناساً يقرؤون ويفكرون كثيراً ولا يستفيدون شيئاً ، ذلك لأنهم يجوبون أقاليم الأدب في سيارة وكل همهم الحركة ، ويفتخرون بعدد ما قرؤوا من كتب في العام . “
“يقرأ لتكون عنده ملكة قوية في النقد السليم البناء وقدرة التحليل وإبداء الرأي : فكم من مشارك في لقاءات إخوانه وهو لا يحرك ساكناً ولا يعطي رأياً ولا مشورة ، وذلك لقلة إطلاعه وضحالة معرفته . “
اعجبني فعل ابن عباس في هذا الموضع
كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير : ( احمضوا )
وقال ابن الأثير رحمه الله : ( يقال : أحمض القوم إحماضاً إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار والأصل فيه الحمض من النبات وهو للأبل كالفاكهة للإنسان ، لما خاف عليهم الملال أحب أن يريحهم فأمرهم بالأخذ في ملح الكلام والحكايات ) “
وجدت هذه الفقرة بمثابة تذكير بتجديد النية عند قراءة اي كتاب كما ذكر : ” أن القراءة كأي عمل يجب أن يكون في سبيل الله . وسبيل الله يتضمن تقوية المسلم في دنياه علماً ، ومكانة اجتماعية ، واستجلاباً للرزق ويتضمن ادخار المسلم للحسنات إلى يوم الحساب ، عندما يسال عن عمره فيم أفناه ، ويتضمن مقارعة الكفر ومجالدة الآراء الزائفة في فكرها وتأثيرها حتى تكون كلمة الله هي العليا . “
هناك الكثير ممن يريد أن يبدأ بالقراءة و يجعلها جزء اساسي في حياته و لكن قد تكون بدايته خاطئة بكتاب خاطئ فيعمم فكرته الخاطئة بسبب اختياره الخاطئ على جميع الكتب فيفقد هذه المتعة و لذلك ينصح د.محمد الشريف بالبداية بقراءة المشوقات فيقول : “
قراءة المشوقات في بداية تعود القراءة تعين على جبها والاستمرار فيها ، فمن قرأ للطنطاوي في ” صور وخواطر ” وقرأ لابن الجوزي في ” أخبار الحمقى والمغلفين ” و” أخبار الأذكياء ” وللجاحظ في ” بخلائه ” وغير ذلك من كتب الطرائف والسمر فكيف لا يحب القراءة ويرى فيها العوض المناسب عن الغثاء السائد ؟!
أما من أوقعه القدر في كتب مثل ” المواقف ” للإيجي ، أو كتب التفتازاني في المنطق أو وقع على كتاب من كتب أصول الفقه ، أو كتاب في الفقه عسير لفظه مثل ” منتهى الإرادات ” أو على شرح لأميه العرب ، أو على بعض دواوين العرب الأوائل الأقحاح فسيرثي حظه العاثر ويبكي حاله وينفر من القراءة نفوراً عجيباً .
فالشخص صاحب الثقافة الضعيفة والمعارف الضحلة لا ينبغي له أن يوغل في كتب ليست له ، لم تصنف لمن هو في مثل حاله ، بل يبدأ بكتب سهلة الأسلوب مشوقة سلسة ، وينبغي له أن ينوع قراءته فلا يقصرها على جانب دون جانب حتى لا يمل . “
من النصائح التي اعجبتني بشأن موضوع تحبيب و تعويد الأطفال على القراءة : “
– تشجيع الأطفال على قص ما يقرؤونه لوالديهم أو لإخوانهم الكبار ، فإن هذه الوسيلة معينة على تشويق الطفل وجعله يقبل على القراءة ، ولو قرئت الكتب والمجلات بمحضر الوالدين لكان ذلك حسناً . ” و ذلك لعلمي بأن بعض الاطفال يحب ان يتكلم و يلفت الانتباه فتكون القراءة معينة له على تحقيق غايته و تفيده بنفس الوقت
نصائح أعجبتني
قراءة الكتب المشكولة :
حاول أخي القارئ المبتدئ ـ أن تقرأ الكتب المشكولة فهي مفيدة لك في ابتداء الطلب ، وتعينك كثيراً على فهم المراد والتعود على القراءة الصحية .
ومثال تلك الكتب كتب الشيخ عبد العزيز السلمان الوعيظة ، فهي كتب نافعة في هذا الباب .
ومن المهم أن تفهم مصطلحات الكتاب ، فإن لكل كاتب ـ غالباً ـ مصطلحات خاصة به قد لا يفهم الكتاب بدون فهم تلك المصطلحات ، وغالباً ما يوضح المصنف مقصودة من مصطلحه ذلك في مقدمة كتابه .
الكتب تذكار لمن هو عارف وصحيحها بسقيمها معجون
والفكر غواص عليها مدرك والحق فيها لؤلؤ مكنون
توفير الوقت في القراءة
“وخير مثال للكتب التي يمكن تجاوز كثير مما فيها ما نشاهده اليوم من مئات الكتيبات التي تملاء الأسواق ، إذا أن كتاباً من مئة صفحة ـ مثلاً ـ قد تقرأه كله في مدة لا تتجاوز ثلث ساعة فقط لكثرة ما فيه من عشرات الأمثلة والقصص والشواهد التي يمكن تجاوزها مع الفهم العام لمراد الكتاب . وهذا يصدق كثيراً على نسبة كبيرة من الكتيبات والكتب التي تملأ الأسواق وغالبها مكرور أو قليل الفائدة .
ومجاوزة ما يعرفه القارئ سلفاً أمر يعده بعض الناس من الممنوعات وهذا ليس بصحيح ، إذ كلما ازدادت علوم المرء وثقافته نقصت المدة اللازمة لقراءة كتاب ما”
و هذه النقطة بالذات هي ما اعجبني بكتب د.محمد موسى الشريف حيث لو اقتبس او استشهد بموقف او مقولة و غيره يكون شيء غير مألوف علي و لأول مرة اقرأه بعكس بعض الكتب التي نصف استشهاداتها و قصصها كأنها تجميع لرسائل البريد الالكتروني و قصص المنتديات !
و بذلك انتهي من عرض كتاب الطرق الجامعة للقراءة النافعة و عذراً على الاطالة .
No Comment! Be the first one.