كتاب اليوم هو كتاب الحوار في السيرة النبوية للدكتور د.محمد ابراهيم الحمد
الكتاب من أروع ما قرأت في حياااااتي التي عشتها على مدى عقدين من الزمن !
الكتاب من ادارة الثقافة الاسلامية في وزارة الاوقاف الكويتية كان مع مجموعة كتب قُدمت كهدية من الادارة فوجدت فيه أنه كنز حقيقي , و ذلك لما فيه خاصةً و ان لغة الحوار في زمننا هذا في تدني بعض الشيء ! حتى يفتخر احدهم بأنه لا يعترف بما يسمى بالحوار خاصةً مع زوجته ! فيأتي هذا الكتاب مستشهداً بسيرة النبي صلى الله عليه و آله و سلم و حواره مع الصديق و الزوجة و الابناء و الأعداء , فهذا الكتاب و هو البحث الحائز على جائزة المركز الثاني في مسابقة معالي السيد حسن عباس شربتلي العالمية لتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عام 1431هـ
فعلاً نصرةً لديننا لأنه و ببساطة يبين أن اصل ديننا يقوم على الحوار لا الارهاب و العنف كما يفعل البعض فيسيء ذلك لديننا بأكمله , الكتاب اقيمه بـ5\5 حتماً و انصح به و هذا بعض مما اقتبست منه:
قيل لحكيم : ما بقي من ملاذك ؟ قال : ” مناقلة الإخوان الحديث على التلاع العفر في الليالي القمر “
في البداية كان كلامه عن جزئية “السيرة النبوية ” في عنوان كتابه فيقول عن السيرة
“السيرة الشريفة ـ مع هذه العناية المتصلة ـ جديدة خصبة ، ملهمة موحية لأنها الترجمة الحية العملية لمبادئ الإسلام العليا ، فهي تتراءى للعقول والنفوس قوية مشرقة لم يبل جدتها تقادم العهد ، ولا تطاول الزمان . “
“يقول د. القس شارك آندراسون سكوت : :” ينبغي أن يتنازل الإنسان عن محاولة وضع كتاب عن سيرة المسيح بكل صراحة ، فإنه لا وجود للمادة والمعلومات التي تساعد على تحقيق هذا الغرض . “
” أن هذه السيرة تحكي صورة إنسان لا أسطورة : فهي سيرة إنسان أكرمه الله بالرسالة ، فلم تخرجه عن بشرته ، ولم تلحق حياته بالأساطير ، ولم تضف عليه من الألوهية قليلاً ولا كثيراً . “
” فهي ـ باختصار ـ سيرة شاملة تجعله قدرة صالحة لكل داعية ، وأب ، وزوج ومحارب ، وسياسي ، ورئيس دولة . “
“ما كان-الرسول صلى الله عليه و آله و سلم – مقلاً حريصاً على بسطة العيش ، فيبغي بهذه الدعوة ثراء ، فإن عيشه يوم كان الذهب يصب في مسجده ركاماً لا يختلف عن عيشه يوم كان يلاقي في سبيل الدعوى أذى كثيراً ، وعيشه يوم كان يتعبد في غار حراء كعيشه يوم أظلت رايته البلاد العربية ، وأطلت على ممالك قيصر من ناحية تبوك . وفي هذا درس عظيم لكل من أراد الحوار ، وهو أن يصحح نيته ، وأن يتخلص من حظوظ نفسه ، وأن يستحضر شهود ربه وإطلاعه عليه . “
“وإذا دخلوا في الإسلام لم يذكرهم بماضيهم ، وما كان منهم قبل الإسلام فالعبرة عنده بكمال النهاية لا بنقص البداية . “
خلق نفتقده في يومنا هذا في من كان عاصياً و تاب فما بالكم فيمن كان كافراً و اسلم ! ؟
ثم فيما تحدث عن الحوار
لربما اقنع السامعين بفكرة خاطئة ، أو شككهم بفكرة صحيحة ، فكم ضاع من حق بسبب سوء العبارة ، وقلة العلم ، وكم ظهر من باطل بسبب حسن العرض ، وجمال المنطق .
في زخرف القول تزيين لباطله والحق قد يعتريه سوء تعبير
“إن المحاورة التي تلقى في أدب ، وسعة صدر ، تسيغها القلوب ، وتهش لها النفوس ، وترتاح لها الأسماع .
وإذا تقصيت سيرته بحثاً وتنقيباً ، وجدت مصدقه لما وصفته به أم المؤمنين من الرفق والحلم ، فما عاقب ـ عليه الصلاة والسلام ـ أحد مسه بأذى ، ولا اضغط على أحد أغلط له في القول ، بل كان يلاقي الإساءة بالحسنى ، والغلظة بالرفق إلا أن يتعدى الشر ، فيلقي في سبيل الدعوة حجراً ، أو يحدث في نظام الأمة خللاً . “
“قد تكون معاني الحوار حاضرة في ذهن الشخص ، ولا يجد في نفسه تأثراً بها ، حتى إذا عرضت عليه تلك المعاني في أسلوب بارع وقعت منه موقع الإعجاب ، حتى لكأنها معان جديدة لم يسبق له بها علم . “
و عن اهمية الانصات :
إن المتحدث البارع هو المستمع البارع ، وبراعة الاستماع تكون بالأذن وطرف العين ، وحضور القلب ، وإشراقة الوجه .
وقال الحسن : ” إذا جالست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول وتعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن القول ، ولا تقطع على أحد حديثه . “
وهذا ليس من صفات ذي المروءة ، إذا المروءة تقتضي الإنصات للمتحدث ولو كنت تعلم حديثه من قبل ، وإلى هذا المعني الجميل يشير أبو تمام بقوله :
No Comment! Be the first one.